حين رأيت أن كل ما أراه. لا ينقذُ القلبَ من الملل!
أمل دنقلTags: سفر-التكوين
الشرطى السرى،
الآكل لحم أخيه،
كى يطعم زوجته وبنيه،
ويعود ليطبق فمه الدموى،
حتى لايسقط منه فتات الخبز اليومي...
وحين ظنّ أنني استغرقتُ في المنام
لمحتُه يخلعُ ساقَه الصناعيةَ في الظَّلامْ
مُصَعِّداً تنهيدةً
.. قد أحرقَتْ جوفَه
وعندما رأى كتابَ (الحربِ والسلامْ)
بين يديَّ: اربدَّ وجهُهُ..
ورفَّ جفنُه.. رفَّهْ
فغالبَ الرَّجفهْ
وقصَّ عن صَبِيَّةٍ طارحها الغَرامْ
وكان عائداً من الحربِ.. بلا وسام
فلم تُطِقْ.. ضَعْفَهْ
ولم يجدْ - حين صحا - إلا بقايا الخمرِ والطَّعام!
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى؟
هي أشياء لا تُشترى..
إهداء للشرطي السري
الجالـس فى زاوية المقهي
فى نفس الكرسي
أذناه مائدتان
عيناه "مفكرتان"
وفمه مطوي: ؟!
الشرطي السري
الآكل لحم أخيه
كي يطعم منه زوجته وبنيه
ويعود ليطبق فمه الدموي
حتى لا يسقط منه فتات الخبز اليومي
لا تخجلوا... ولترْفعوا عيونَكم إليّْ
لأنكم مُعلَّقونَ بجانبي... على مشانِق القيصَرْ
فلترفعوا عيونَكم إليّْ
لربما... إذا التقتْ عيونُكم بالموتِ في عَينَيّْ
يبتسمُ الفناءُ داخلي... لأنكمْ رفعتُم رأسَكمْ... مرَّهْ
أمثل ساعة الضحى بين يدى كافور
ليطمئن قلبه ، فما يزال طيره المأسور
لا يترك السجن ولا يطير
أبصر تلك الشفة المثقوبة
ووجهه المسود والرجولة المسلوبة
أبكى على العروبة
يومئ ، يستنشدنى أنشده عن سيفه الشجاع
وسيفه فى غمده ياكله الصدأ
وعندما يسقط جفناه الثقيلان وينكفئ
أسير مثقل الخطى فى ردهات القصر
أبصر أهل مصر
ينتظرونه ليرفعوا إليه المظلمات والرقاع
سألنى كافور عن حزنى
فقلت إنها تعيش الآن فى بيزنطة
شريدة كالقطة
تصيح واكافوراه ... واكافوراه ...
فصاح فى غلامه أن يشترى جارية رومية
تجلد كى تصيح واروماه ... واروماه
لكى يكون العين بالعين
والسن بالسن
« first previous
Page 7 of 21.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.