ما يثير انفعالك، ما يخيفك، لكنه أحيانًا يهيجك، ليس الطابع المباغت لتحولك، إنما هو تحديدًا الشعور الغامض والشديد الوطأة أنك لا تعيش تحولًا، أن شيئًا لم يتغير،أنك كنت هكذا على الدوام حتى إن لم تعلم هذا حتى اليوم: ذاك في المرآة المشقوقة ليس وجهك الجديد، إنما الأقنعة هي التي تهاوت، حجرتك جعلتها تنصهر، الخمول جعلها تسيخ، أقنعة الطريق القويم، الأفكار اليقينية الجميلة.
Georges Perecأنت وحيد، ولأنك وحيد، يجب ألا تنظر أبداً إلى الساعة، يجب ألا تحصي أبداً الدقائق
Georges Perecلم تتعلم شيئا، إلا ما كان من أن العزلة لا تعلّم شيئاً، من أن اللامبالاة لا تعلم شيئا: كانت خدعة مراوغة، وهما آسراً ومفخخاً. كنت وحيداً وهذا كل شيء فكنت تريد حماية نفسك؛ أن تنقطع الجسور بينك وبين العالم إلى الأبد. لكنك ضئيل الشان جدا والعالم كلمة كبيرة جداً: لم تفعل ابداً أي شيء سوى أنك تشردت في مدينة كبيرة.
Georges Perecلن تحطم الحلقة المسحورة للعزلة.. أنت وحيد ولا تعرف أحدًا، لا تعرف أحدًا وأنت وحيد، ترى الآخرين يتلاصقون دبقين، يتحاضنون، يحمي بعضهم بعضًا، يلف بعضهم بعضًا، لكنك لست -وأنت ميت النظرة- سوى شبح شفاف، مجذوم بلون الجدار، طيف اكتمل رجوعه إلى التراب، ساحة محتلة لا يقترب منها أحد
Georges Perecلم تعش كثيراً, و مع ذلك... ها قد قيل كل شيء, ها قد انتهى. عمرك ليس إلا خمسة و عشرين عاماً, و لكن طريقك ارتسم بأكمله.
Georges Perecفي بادئ الأمر لا غير نوع من التعب, من الإرهاق, كأنما تنتبه فجأه أنك, منذ فتره طويله جداً, منذ ساعات عديده فرسة وعكه مراوغه, مخدره, تكاد تكون دون أي وجع, و رغم ذلك فهي لا تحتمل, ذلك الانطباع المفرط العذوبه و الخانق, الإنطباع بأنك دون عضلات و دون عظام, بأنك كيس من الجبس, في قلب أكياس من الجبس
Georges Perecتوجد بداية صور, أليفه أو موسوسه, أوراق لعب منشوره تتناولها مره بعد مره, دون توقف, دون التمكن أبداً من ترتيبها كما قد ترغب, مع ذلك الانطباع المنغص بضرورة إتمام, إنجاح هذا الترتيب, كما لو كان من ورائه كشف حقيقه جوهريه, لكنها دائماً الورقه نفسها تتناولها و تعيد تناولها, تضعها و تعيد وضعها, تصنفها و تعيد تصنيفها, جماعات تصعد و تنزل, تروح و تجيء جدران تحيط بك و تبحث فيها عن الخرج السرس, الزر الخفي الذي سيجعل الجدان تتهاوى
Georges Perecليس لأنك تكره البشر, و لماذا تكرههم؟ لماذا قد تكره نفسك؟ لو فقط أن ذلك الإنتماء للجنس البشري لا يصاحبه ذلك الضجيج الذي لا يُحتمل.
Georges Perecلهذا بالذات تفتنك الشجره, أو تذهلك أو تريحك, بسبب هذا الوضوح الذي لاشبهة فيه, و لا يمكن أن يكون موضع شبهه, وضوح اللحاء و الأغصان و الأوراق.
Georges Perecيمضون في طريقهم دون أن يروك, و مه ذلك, فأنت على بُعد سنتيمرات منهم, جالس على رصيف مقهى, و لا تكف عن مراقبتهم.
Georges Perec« first previous
Page 3 of 6.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.