عقوبات شرعيّة
بتَرَ الوالي لساني
عندما غنّيتُ شِعْري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
بَتَرَ الوالي يَدي لمّا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كلِّ مكانِ
وَضَعَ الوالي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّي ولساني
صامتاً أشكو هَواني .
أَمَرَ الوالي بإعدامي
لأنّي لم أُصَفّقْ
-عندما مَرَّ -
ولَم أهتِفْ ..
ولَمْ أبرَحْ مكاني!
بيتُ الداء
يا شعبي .. ربَي يهديكْ .
هذا الوالي ليسَ إلهاً..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُزءٌ من صُنعِ أياديكْ .
مِنْ مالكَ تدفعُ أُجرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفوَ لياليكْ
وإذا أقلَقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ( الوالي ) لفظٌ لَبِقٌ
مِنْ شِدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَهُ
عندَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَهُ
لا يتوسّلُ أن يرحَمَهُ
لا يطلُبُ منهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتُهُ
حتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّةُ ليستْ في الوالي ..
العِلّةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُدّ لجُثّةِ مملوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسادَ ملوكٍ
تحمِلُ أرواحَ مماليكْ!
نبوءة
إسمعوني قَبْلَ أن تَفتَقدوني
يا جماعهْ
لَستُ كذّاباً ..
فما كانَ أبي حِزباً
ولا أُمّي إذاعةْ
كلُّ ما في الأمرِ
أنَّ العَبْدَ
صلّى مُفرداً بالأمسِ
في القُدسِ
ولكنَّ " الجَماعَةْ "
سيُصلّونَ جماعَهْ!
ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
الأمَل الباقي
غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا .
يُولَدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميلادِ حينا
ثُمّ يَحْبونَ على الأطرافِ حينا
ثُمَّ يَمشونَ
وَيمشونَ ..
إلى أنْ يَنقَضوا .
غيرَ أنّا مُنذُ أن نُولَدَ
نأتي نَركضُ
وإلى المَدْفَنِ نبقى نَركضُ
وخُطى الشُّرطَةِ
مِنْ خَلْفِ خُطانا تَركضُ !
يُعْدَمُ المُنتَفِضُ
يُعدمُ المُعتَرِضُ
يُعدمُ المُمتَعِضُ
يُعدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِقُ والسّامِعُ
والواعظُ والمُتَّعِظُ !
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ
لا تَمتعِضوا .
حَسَناً .. أنتُم ضحايانا
وَنحنُ المُجْرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..
ها قدْ جَلَستُمْ فوقَنا
عِشرينَ عاماً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُمْ دَمَنا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكمْ حتى شَبِعتُمْ
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضوا ؟ !
قد دَعَوْنا ربَّنا أنْ تَمرُضوا
فَتشا فيتُمْ
ومِنْ رؤياكم اعتلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ
مِنْ أرواحِكُمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِرُ دعوانا.. سِلاحٌ أبيضُ !
هَدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُدْ مِن أمَلٍ يُرجى سِواكمْ !
أيُّها الحُكامُ باللهِ عليكُمْ
أقرِضوا اللهَ لوجهِ اللهِ
قرضاً حسَناً
..وانقَرِضوا!
مفقودات
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أَحَداً ..
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ .
فقالَ صاحِبي ( حَسَنْ ) :
يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يُوفّرُ الدّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ :
أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي ؟ !
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً .
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا :
هاتوا شكاواكمْ بِصدْقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِناً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يوفِّر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْذِرَةً يا سيّدي
..وَأينَ صاحبي ( حَسَنْ ) ؟!
دَور
أَعْلَمُ أنَّ القافيَةْ
لا تستَطيعُ وَحْدَها
إسقاطَ عَرْشِ ألطّا غيَةْ
لكنّني أدبُغُ جِلْدَهُ بِها
دَبْغَ جُلودِ الماشِيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَةُ
وانْقَضَّتْ عليهِ القاضِيَةْ
واستَلَمَتْهُ مِنْ يَدي
أيدي الجُموعِ الحافيَةْ
يكونُ جِلْداً جاهِزاً
تُصْنَعُ مِنهُ الأحذيَةْ!
المنتصر
لو منحونا ألا لسِنَةْ
لو سالمونا ساعَةً واحِدةً كلّ سَنَهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ
لو غفروا يوماً لنا ..
إذا إ رتكَبنا حَسَنَهْ !
لو قلبوا مُعتَقلاً لِمصنَعٍ
واستبدلوا مِشنَقَةً بِماكنَةْ
لو حوّلوا السِّجنَ إلى مَدْرَسَةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنهْ
لو بادَلوا دبّابَةً بمخبَزٍ
وقايضوا راجِمةً بِمطْحنةْ
لو جعَلوا سوقَ الجواري وَطَنَاً
وحوّلوا الرِّقَ إلى مواطَنَهْ
لحَقّقوا انتصارَهمْ
في لحظةٍ واحِدَةٍ
على دُعاةِ الصّهيَنَةْ .
أقولُ : ( لو )
لكنّ ( لو ) تقولُ : ( لا )
لو حقّقوا انتصارَهُمْ ..لانهَزَموا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَةْ !
المواكب
صامِتةً
تزدَحِمُ الأرقامُ في الجوانِبْ
صامِتةً تُراقِبُ المواكبْ :
ثانيةٌ ،َمرَّ الرّئيسُ المفتدى .
دقيقَةٌ، مَرَّ الأميرُ المُفتَدى .
و .. ساعَةٌ، مَرَّ المليكُ المُفتَدى .
ويضْرِبُ الطّبْلُ على خَطْوِ ذَوي المراتِبْ .
تُعّبِّرُ الأرقامُ عنْ أفكارِها
في سِرّها .
تقولُ : مهما اختَلَفَتْ سيماؤهمْ
واختَلَفَتْ أسماؤهمْ
فَسُمُّهمْ مُوَحّدٌ
وكلُّهمْ ( عقارِبْ ) !
لُبان
ماذا نملِك
من لحَظاتِ العُمْرِ المُضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْرُ لُبانٌ في حَلْقِ السّاعةِ
والسّاعةُ غانيةٌ تَعلِكْ.
تِكْ .. تِكْ
تِكْ .. تِكْ
تِكْ
« ; premier précédent
Page 7 de 22.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.