لي فتاةٌ ملأتْ صدري جوًى
ذابَ فيها القلبُ شوقًا واحترقْ
كلٌّ يومٍ ليَ منها موعدٌ
في صباحٍ، في مساءٍ، في غسقْ
لا تظنوني أثيمًا في الهوى
ففتاتي .. من مدادٍ وورقْ
أحبّ الضّنى قوم لأنّي ذقته
و أحببته كما يحبّ و يحسدا
وودّ أناس لو يعاجلني الردى
كأنّي أرجو فيهم أن أخلّدا
و ما ضمنوا أن لا يموتوا و إنّما
يودّ زوال الشمس من كان أرمدا
إذا اللّيل أعياه مساجله الضحى
تمنّى لو أنّ الصبح أصبح أسودا
ومن نال منه السيف وهو مجرد .. تهيب أن يرنو إلى السيف مغمدا
إيليا أبو ماضيما قيمة الإنسان معتقدا
إن لم يقل للناس ما اعتقدا ؟
و الجيش تحت البند محتشدا
إن لم يكن للحرب محتشدا ؟
ماذا يفيد الصوت مرتفعا
إن لم يكن للصوت ثمّ صدى ؟
و النور منبثقا و منتشرا
إن لم يكن للناس فيه هدى ؟
و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره
أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا
أحبّ سواي العيش لهوا وراحة
و انكرته لهوا فأحببته كدّا
و ما دام في الدنيا سمو ورفعه
فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا
نسي الطين ساعة أنه طين
حقير فصال تيها و عربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى
و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي
ما أنا فحمة و لا أنت فرقد
لعمرك ما الأحزان تنفع ربّها
فيجمل بالمحزون أن يتجلّدا
فما وجد الإنسان إلا ليفقدا
و ما فقد الإنسان إلا ليوجدا
و ما أحد تنجو من الموت نفسه
و لو أنّه فوق السماكين أصعدا
فلا يحزن الباكي و لا تشمت العدا
فكل امريء ، يا صاح ، غايته الردى
نهوى الحياة كأنّما هي نعمة
و سوى الفواجع حبّها لا يثمر
و نظنّ ضحك الدهر فاتحة الرضى
و الدهر يهزأ بالأنام و يسخر
إنّ السنين كقليلها
إن لم تزن صفحاتها الآثار
فاصرف عنانك في الشباب إلى العلى
برد الشبيبة كالجمال معار
لا تقعدنّ عن الجهاد إلى غد
فلقد يجيء غد و أنت غبار
ماذا يفيدك أن يكون لك الثرى
و لغيرك الآصال و الأسحار
من ليس يفتح للنهار جفونه
هيهات يكحل مقلتيه نهار
ما زلت أحسب كلّ صمت حكمة
حتّى بصرت بذلك الثرثار
أعددت ، قبل أراه ، وقفة عابر
لاه فكانت وقفة استعبار ! ..
« ; premier précédent
Page 5 de 8.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.