لن أصدق! سيقتلني أن أصدق أن الحقيقة الكبرى فوضى من الوحل الذي يغرق العالم!
غادة السمانالمشاركة أسطورة... الأنانية إلَه العالم.
غادة السمانفالحوار ميت ما دامت الكلمات في عالمك تعني شيئاً آخر عما تعنيه في عالمي.
غادة السمانأكره أن أرى النهايات، أن أرى بقايا الأشياء الجميلة نشوها كي نتلذذ بها ثم لا نملك إلا أن نتقزز منها.
غادة السمانمن يدلني على مدينة لم تعرف القصف
لأذهب وأعيش فيها؟؟
من يدلني على حقول، لم يُدفن فيها خلسة
قتيل عذبوه قبل موته؟
من يدلني على أشجار
لم تسمع انتحاب امرأة على حبيبها المخطوف؟
من يدلني على سماء
لم تشهد زرقتها ظلماً أو قسوة
أو فكراً يُغتصب عنوة؟
افترقنا
وها هو البياض الأخير.. يتسخ
كثلج المحطات حين تدوسه القطارات بهبابها
مرة
كانت يدي عصفوراً يرتعش داخل يدك
ويرجوك ألا تطلق سراحه
ولكن
يدك كانت مشغولة بإطلاق الرصاص وحياكة الشعارات
وها أنا
ممتلئة بالوطن .. والموت معاً
إننا دائماً عميان حين يتعلق الأمر بما هو في متناول يدنا ونفتش عنه دائماً في البعيد ونخسر مرتين
غادة السمانلا يهمني ان تقول لي كلمات مكررة
لا جديد في اللغة
لكنني استطيع ان اميز نبض الكلمة وشرارتها
واستطيع ان اميز بين لغة ممدودة على ارض الصباح
مثل الاسلاك الكهربائية التي لم توصل بعد
وبين شبكة من الشرايين والاعصاب
لها شكل كلمات
فقل لي كلماتك القديمة كلها
قل لي كلمة قلتها لامرأة سواي
ولكن قلها وانت نصف نائم ، نصف يقظان
وقلها بحرارة
كحرارة جسدك لحظة اليقظة الاولى
ذلك الصباح حين ايقظتك
كانت مخالبك ماتزال نائمة
وانيابك ماتزال مسترخية
ومخاوفك وشكوكك وبالتالي شراستك
ماتزال تغط في النوم
وجاءني صوتك شهيا" مسكونا" بلهفة المراهقين
ينبض حرارة وانت تقول: صباح الخير حبيبتي
و تخيلت ان جسدك لابد وان يكون في تلك اللحظة
حارا" ونابضا" كصوتك
حين تكون هكذا
لا املك الا ان احبك
. احزري من يتكلم . …
و عرفته …
صوتك الخارج من حقيبة سفر
المرمي من طرف سماعة هاتف
الى طرف جرح قلبي
***
و عرفته …صوتك…
و لم اجرؤ على النطق باسمك
كنت مذعورة و مذهولة
كما يحدث لنا
حين يتحقق حلم الليلة السابقة ..
***
و كنت حلم الليالي كلها
منذ افترست نظراتي
وجهك المفعم بالبراءة الخبيثة
و الشر مقدس النضارة
***
أية لعنة قذفت بك
الى جحيمي؟
اية لعنة
قد تنتزعك من جحيمي؟
و هل كانت صدفة
ان التقينا للمرة الاولى في مطار
و افترقنا كعابرين في قطارين مسرعين
كل منهما متجه الى ناحية معاكسة؟
***
و التقينا و من يومها
اقتادني حبيبي الى الليل
و لم يطلق سراحي ….
***
و افترقنا
و صوتك ذاكرة الايام الآتية
يهمس كنبوءة:
سأراك و سأسمعك و سأحبك…
و قررت
لا أحب ان يعذبك احد سواي
اهذا هو ان احبك؟
لا ادري
لكنني انتظرتك
مثل شجرة وحيدة في جزيرة
تحلم بغريق يحتضر بالقرب منها
ثم ينجو من الموت
و يبقى سجين الشجرة…
***
ذلك اللقاء المختزل في المطار
صرخت بصمت
حين اعلنوا عن اقلاع طائرتك
هات قلبك و اتبعني
هات جرحك و اتبعني
هات جسدك و اتبعني
فقلبي حزين و الليل طويل
و اعرف انك لو تلمسني
سازدهر
مثل شجرة مستها اصابع الربيع
و ساشتعل بالزهر الابيض…
وودعتني بصمت قاتل
كصمت الحديد المصهور
و ببرود الثلج الحارق
و كانت شفافيتك شرسة
كموجة بحر هائلة الابعاد…
همست فقط
ساراك و ساسمعك و ساحبك
و لم اهمس
لا اريد ان يعذبك احد سواي !
و مضيت يا شاردا كالريح
و اخترقتني و لم تخترقني
كسحابة ضباب لا تفارقني …
***
احزري من انا
تظاهرت بانني لم احزر
انك انت الذي
لا اريد ان يعذبه احد سواي!
***
. و لم تسالي عني !.
سالت عنك يا حبيبي
العناوين كلها التي اعرف
سالت عنك فندق الليل
و شارع الامواج
و حانات المغاور
و ازقة الشواطىء كلها
و على شاطىء البحر انتظرتك
و كان راسي ينبض كقلب
و توقعت ان اراك
قادما الى حياتي ( عكس التيار )
***
و سألت عنك الفجر البحري
و النوارس المتناثرة فوق الزرقة الزرقاء
سالت عنك الاسماك
و الاصداف و المرجان و القواقع
سالت عنك
مخلوقات شباك الصيادين
و بحثت عن وقع اقدامك
فوق رمال المد و الجزر
و ناديتك :سعيد من له مرقد قلب في عمرك
يا من تحتلني
و تربط راياتك فوق اعصابي
و ترفع شاراتك
فوق ارض جسدي و انتظاري
و تهوم فوق ليلي
كخفاش اسطوري…
كل اللذين عرفتهم قبلك
شيدوا مدينة عزلتي
التي تفتح لك الان اسواراها
و عمروها حجرا حجرا
و بابا بابا
و قفلا قفلا..
و كنت تبتعد تقترب
تختفي تلوح
و مدينة عزلتي
تنتظرك
لتستيقظ
كما في الاساطير…
و لم احاول ان انسى
ذلك اللقاء
على اجنحة الطائرات
أنساك؟
كمن يحاول حفر نفق في الجبل
بإبرة…
***
و انتظرتك
سالت عنك حديد الكورنيش الصدىء
و قرأت اسمك
مكتوبا بحشائش البحر في القاع
و ناديتك…
و احببتك حبا غير داجن
ينتشر و يتسع
كالنباتات الليلية الملعونة
و صرخت باسمك من قاع الانتظار
و على سطح الماء اتسعت دوائر العنفوان…
و انتظرتك
و فيه كفلاحة و مرهفة كجرح
و متهدجة بحبي غير المحتضر:
لن يعذبك أحد سواي !
***
حتى جاءني صوتك
الهامس الذي يملأ حنجرتي
كالغبار الملون
و اقرر:
لن تعذبك بعد اليوم امرأة سواي!
« prima precedente
Pagina 42 di 63.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.