لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه وزهدوا في إنصافه كالحقيقة .
محمد الغزاليولنعلم أن الحفاظ على ديننا وأمتنا يحتاج إلى العقل المؤمن أو الإيمان العاقل،
ولا يصلح له أنصاف المتعلمين الذين يحسنون الهياج ولا يستطيعون الإنتاج..
إن الجاهلين بنا معذورون، فإن آلاف الكهنة كذبوا طويلا على نبينا، وأشاعوا عنه الإفك..
كما أن السفهاء منا قدموا عن الإسلام صورا مخزية،
وبغضوه لدى الخالين والسذج،
وهذا وذاك يفرضان علينا الصبر فى تصحيح الأخطاء وإرشاد السادرين..
والقضايا التى تثار ضد الإسلام لا تتصل بعقائده ولا بعباداته!
إن أعداء الإسلام لهم مكر سئ فى استغلال أقوال وأحوال الجاهلين به، لاسيما فى ميدان المرأة.
من أجل ذلك أنصح بالضرب على أيدى الجرآء على الفتوى من أدعياء الفقه الذين لا شغل لهم فى هذه الأيام إلا الصياح بوجوب النقاب وتحريم التصوير، والثرثرة بأمور لا وزن لها ولا خير فيها.
والاضطراب الاجتماعي الذي نعانيه ، إنما ينبع من هذه العين الحمئة ، فإن فقدان التعاون وقلة الاكتراث بشؤون الجماعة ، وتأخير الاهتمام بالبلد الذي نحيا فيه ، والأمة التي نرتبط بها ، والرسالة التي ننتسب إليها ، كل ذلك أمارة على ضعف اليقين ، ونجوم النفاق .
محمد الغزاليترك العربية الفصحى في مهب الريح كبيرة من الكبائر، وإن الأمة التي تفقد لغتها كالفتاة التي تفقد عرضها.
محمد الغزاليوالرجل المقبل على الحياة بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرّفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تطمر أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة! وذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجهه من شئون كريهة، فإنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.
إنه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة فيه والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.
لا مكان لتريث، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق، أما أن يهب طاقة على الخطو أو الجري لمن لا إرادة أصلا في السير في طريق الحق فهذا مستحيل.
لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغد، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. فما بين يديك حاضرا هي الدعائم التي يتمخض عنها المستقبل. كما أن كل تأخير لإنفاذ التجديد في حياتك لايعني سوى إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها وبقائك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط، بل قد يكون طريقا لانحدار أشد، وهنا الطامة.
إن تقاليد المسلمين فى معاملة النساء لا تستند إلى كتاب أو سنة.،
وقد نشأ عن ذلك أن المثقفات فى العصر الحديث تجهّمن للتراث الدينى كله يحسبنه السبب فى تجهيل المرأة،
وهضم مكانتها،
وإنكار حقوقها المادية والأدبية التى قررتها الفطرة وأكدها الوحى وبرزت أيام حضارتنا واستخفت مع انتشار القصور وغلبة الأهواء .
-الدعوات إبان امتدادها وانتصارها تغري الكثيرين بالإنضواء تحت لوائها فيختلط المخلص بالمغرض ،والاصيل بالداخل .وهذا الإختلاط مضر أكبر الضرر بسير الرسالات الكبيرة وانتاجها ! ومن مصلحتها الأولى أن تصاب برجّات عنيفة تعزل خبثها عنها ،وقد اقتضت حكمة الله أن يقع هذا التمحيص في أُحُدْ !
محمد الغزاليحساب المنتصر على أخطائه أشد من حساب المنكسر! ...حسب المخطئين مالحقهم من اوضار الهزيمة ،وفي القصاص العاجل درس يذكر المخطئ بسوء ماوقع فيه !
محمد الغزالي« prima precedente
Pagina 24 di 157.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.