إني وليدك يا مدينتنا ..
فهل صار الجحود .. طبيعة الأوطان ؟!
هل صار قتل الابن فيك مُحللاً
أم صار حكم الأرض للشيطان ؟
إن الحب هو الشيء الوحيد الذي نرى فيه آدميتنا
فاروق جويدةقالت : وأنت أما زلت تحبني.
قلت : إن حبك قدري .. وماذا نفعل مع أقدارنا .
..إن الحب هو القيمة الوحيدة التي تستحق أن يعيش الإنسان من أجلها ..إن الناس يتساوون في المال والجاه والفقر والحاجة , ولكن الشيء الذي يفرق بين إنسان وآخر هو أن يحمل قلباً نابضاً.
فاروق جويدةكثيراً مايحب الإنسان امرأة ويتمنى لو أسعدته . إن الرجل يموت في سبيل امرأة أحبها.
قالت : ماذا تعني بالموت.
قلت : الموت حباً.
قالت : تشبيه سخيف أن يجتمع الموت مع الحب.
قلت : لقد مات المجنون حباً.
قالت : كان مجنوناً.
قلت : كان أعقل العقلاء.
قالت : وما الذي يبقى من المرأة عندك
قلت : لا أنسى عقل امرأة احترمته وعرفت قدره.
ولا أنسى وجدان امرأة احتواني في لحظات عمر ثقيل..
ولا أنسى امرأة شاركتني حلماً ولو لم يتحقق
ولا أنسى امرأة أعطتني شيئاً ولم تكتبه في أجندة الحسابات لتطالبني به يوماً ..
إن المرأة كالرجل تماماً ...موقف.
قالت : وماذا تقصد بالمواقف .
قلت : لن تتساوى امرأة أسعدت إنسانا مع أخرى حولت حياته إلى مسلسلات من النكد والجحيم .
لن تتساوى امرأة لا تفارق الابتسامة وجهها وأخرى لم تضحك في حياتها إلا مرة واحدة حينما وقع زوجها على وثيقة الزواج . لن تتساوى من تمنح الدفء والأمان . ومن تفجر براكين السخط والغضب .
كانت تجلس أمامي تمثالا من الشمع لا نبض فيه ولا حياة , وأنا أجلس أمامها تلاً من الثلوج جمعه فصل شتاء طويل , بيننا عشرات المرايا المكسرة , وخلفنا سنوات عمر جميل تذكرني بالأطفال في ساعات الرحيل حينما يعلو صريخهم . لم أكن أسمعها , ولم تكن هي أيضا تسمعني , وتقطعت كل أسلاك التليفونات بينا , وذابت حرارة الأشياء. كنا نحتاج إلى عشرات العدسات المكبرة لكي يرى كل منا الآخر , رغم أن المسافة بينا طول ذراع.
فاروق جويدةقالت : يقولون أن قلوب الشعراء تتسامح , ولكني أراك لا تتسامح
قلت : حينما تلتئم الجراح , يمكن أن نتسامح , ولكن كيف يكون التسامح ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق
قالت : مازلت تحبني . أراهنك , أدفع عمري مازلت تحبني.
قلت : مازالت أوهامك القديمة ..حينما تصورت أن الأشياء منك وإليك , وأنني سأهاجر إلى كل بلاد الله . وليست لي بلاد غيرك , أنت واهمة .. ما أبعدني عنك الآن , وما أبعدك عني.
قالت : ولكن أحبك , ما زلت أحبك .
قلت : هذه الكلمة أهينت كثيراً , أهينت في أفلامنا , ومسلسلاتنا , وسلوكياتنا , ومعاملاتنا , والكل يبيع , كم تكون الكلمة ذات قيمة حينما تحترم , وكم تكون رخيصة حينما تهان .
قالت : أنت رجل معقد , لا تثق في أحد حتى نفسك .
قلت : اكتشفت يا سيدتي أن نفسي هي الشيء الوحيد الذي ينبغي أن أحبه بلا مقابل , فهي لا تطلب مني شيئاً , وأنا أعتقد أنها تستحق هذا الحب.
قالت : هذا غرور وأنانية وجنون .
قلت : قد كنت أنت غروري , وجنوني , يوم أحببتك شعرت أنني أغنى أغنياء الأرض ولم يكن معي شيء يومها , وحلقت بك إلى أعلى السماوات حتى أصبح حبك نوعا من الجنون
يا سيدتي لن تجدي مجنونا آخر يحبك مثلما أحببتك.
قالت : وأنا ما زلت أحبك.
قلت : في أمريكا وأوروبا الآن توجد أسواق لبيع الأجزاء البشرية كالقلوب والعيون , وليس ببعيد أن نجد يوما سوقا لبيع سنوات العمر , إذا حدث هذا فسوف أكون أول من يذهب إلى هذا السوق , لأشتري مرة آخرى أيامي معك. ربما أحبك مرة أخرى .
أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
نبض القلوب؟
وجه الوطن..
في كل جزء في الحنايا ظل يسكنني
و يورق كلما عصفت بأيامي المحن
أهواك يا وطني..
فلا الأحزان أنستني هواك و لا الزمن..
« prima precedente
Pagina 22 di 56.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.