وعن الاطاحة يقول العودة : والتنادي للحملات التشويهية التي تستهدف من لا يوافقنا , وكأن في يدنا الرفع والخفض , وكأن رسالتنا أصبحت محصورة في تعويق من لا نحب , وصرنا بهذا نعرف مالا نريد , ولا نعرف ما نريد , وصار لكل شهير أو عالم أو داعية أو قائد خصوم يقصرون حياتهم عل نشر الشائعات , وتشويش الرسالة , وطرح الاتهامات , ونبش الأرشيف , وتضخيم الأخطاء , وكلما فترت عزيمة فرد خلفه آخر بهمة حديدية لا تعرف الكلال ! ويحاول هذه النفر تشويش الرسالة وإرباكها بإثارة التساؤلات وطرح التهم , والتشكيك في المصداقية واستدعاء ملفات من الأرشيف وتحريف الكلم عن مواضعه
سلمان العودةفي التسطيح والتبسيط يقول العودة : فالأشياء التي يشق علينا فهمها , أو التي تحتاج إلى تأمل أو تدبر أو روية أو بحث , هي أشياء خاطئة ومخالفة للحق , ومخالفة للسنة , والذين يتحدثون فيها لا نفهم هم مهرجون , وتجار كلمة , أو فلاسفة , أو متقعرون يتظاهرون بالعلم والمعرفة , وكأننا أصبحنا بإمكاناتنا العقلية المتواضعة حكماً على الناس ونسينا قول عمرو بن معد يكرب :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
إننا بحاجة إلى تدريس أدب الخلاف في مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا , وتدريب الشباب والفتيات على ممارسته عملياً ,ليتحول إلى عادة وعبادة في الوقت ذاته
سلمان العودةفانظر الجراءة على الله وعلى عباده الصالحين , حين تتحول أذواقنا أو مشاعرنا السلبية تجاه هذا الشخص الذي لا نحبه أو لا نحترمه - وليكن مخطئاً أو منحرفاً - إلى ضابط للحكم عليه بأنه لا قدر له عند الله , ولا عند الموحدين من عباده , مع أنه ما زال مسلماً يؤمن بالله العظيم !
سلمان العودةقال تعالى : (قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا وإياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين (24) قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون )فانظر كيف جاء تعبير ((أجرمنا)) في قوله (لا تسئلون عما أجرمنا ) في حق الرسل والمؤمنين وجاء تعبير ((العمل)) في حق الكفار الذين هم المجرمون في الحقيقة , فقال ( ولا نسأل عما تعملون ) وهذا من باب التنزل للخصم
سلمان العودةالقعقعة اللفظية والتي نحقق بها أوهام الانتصارات الكاسحة على أعدائنا , ونحرك بها مسيرة التنمية والاصلاح لمجتمعاتنا زعماً وظناً , وقد تسمع من يقول لك : كتب فلان مقالاً قوياً . فننتظر من هذا المقال أن يكون مقالاً مؤصلاً عميقاً , قد أبدع فيه وحرر وحقق , أو أحاط الموضوع من جوانبه , أو حل مشكلة عويصة , أو طرح نظرية جديدة , فإذا بك تجده مقالاً مشحوناً بالعبارات الرنانة , التي فيها الإطاحة بالأخرين الذين لا يتفقون معه . وهكذا تبدو القوة في كتاباتنا أو خطبنا أو برامجنا الإعلامية , هي في الصراخ والإقصاء , وتجميع الألفاظ الحاسمة والقاسية وتنزيلها على المخالفين , أو الجرأة على الادعاءات العريضة , حتى لو كنا لا نملك البرهان عليها !
سلمان العودةومن المؤسف أن تصبح هذه الأمة محل سخرية العالم ! خاصة ونحن في عصر التكنولوحيا والاتصال حيث أصبح العالم جهازاً بحجم الكف , يسمع فيه القاصي كلام الداني .
وهذا الجدل المحتدم العقيم بيننا في قضايا لا طائل من ورائها وعلى مرأى ومسمع من القريب والبعيد , يجعل الناس يخاطبوننا بقولهم : اتفقوا أولاً على الدين الذي تقدمونه لنا , والتصور والفكر الذي تنتحلونه , ثم تعالوا لدعوتنا , والتزموا بهذه القيم النظرية الجميلة التي تتحدثون عنها قبل دعوة الناس إليها , وحلوا مشكلاتكم قبل أن تفكرو في حل مشكلات العالم
ومن أسباب زوال العداوة وتقارب القلوب : ألا تكثر العتاب والمحاسبة , وتجعل مناط التواصل مع الآخرين هو الاختلاف والنقد , فكلما رآك أخوك أو وجد منك رسالة أو اتصالاً هاتفياً عرف أنك اتصلت لتعاتب أو تنتقد أو تعيب , ولو أن والداً كان كثير اللوم والاستدراك على أولاده , لأفسد شخصياتهم ودمر ثقتهم وحملهم على الاعتزال والخمول
سلمان العودةإن من الإنصاف أن تقبل ما لدى خصمك من الحق والصواب , حتى لو كان فاسقاً , أو مبتدعاً , أو كافراً
سلمان العودةفالحوار لغة يجب تفعيلها على أكثر من مستوى :
1- الحوتر بين الجماعات
2- الحوار بين الدول
3- الحوار مع الشعوب , ومنح الناس فرصة التعبير عن آرائهم في الهواء الطلق , فإنه في الهواء الطلق تموت الأفكار المنحرفة , ولا يصح في النهاية إلا الصحيح
« prima precedente
Pagina 39 di 40.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.