ذلك أن طريق الحب واحد, أيا كان المحبوب الذي يقف على أي جانبي الطريق. كل ما في الأمر أن على السالك أن لا ينهي رحلته عند المحطات التي تستهويه فيركن إليها. بل عليه ان يتجاوزها جميعا ما دام الطريق أمامه ممتداً ومفتوحاً, وعليه أن يعلم ان محبوبه أمامه .. ولسوف يشعر كلما أوغل في الطريق وتجاوز محطة إلى أخرى فأخرى, بجاذب يشده إلى المضي قدما. ولسوف تتلظى بين جوانبه نيران الحنين إلى المعين, حيث المحبوب الأول .. إلى الغاية القدسية الكامنة في نهاية شارع الحب .. وعندئذ لا بد من أن يغذّ السير, طال الطريق به أو قصر, متجاوزاً المحطات والسواقي, مشدوداً إلى النهاية .. وما النهاية التي سيلقي عندها عصا التسيار إلا الوصول إلى المحبوب الحقيقي الذي هو معين كل جمال تتعشقه العين ومصدر كل إحسان يغمر النفس .
محمد سعيد رمضان البوطيفإن الدنيا لا تكون دار ابتلاء إلا إن فاضت بالمحن والمصائب إلى جانب المنح والرغائب, فإن من الخير والحكمة ألا تتعلق نفس الإنسان بهذه الدنيا التي جعلها الله ممراً إلى مقر, ولو كان كل ما فيها باعثاً على السرور لركنت النفس إليها ولتحولت بحكم واقعها الجذاب والمغري إلى مقر بدلاً من أن تعامل كممر, ولن يعقب هذا الواقع الذي هو في ظاهره خير إلا شراً وبيلاً يتجاوز في سوئه أضعاف الشرور والمصائب التي لون الله بها - لحكمة بالغة - واقع هذه الحياة الدنيا
محمد سعيد رمضان البوطيو هكذا فان اتباع السلف لا يكون بالانحباس فى حرفية الكلمات التى نطقوا بها أو المواقف الجزئية التى اتخذوها. لأنهم هم أنفسهم لم يفعلوا ذلك. و انما يكون بالرجوع الى ما احتكموا اليه من قواعد تفسير النصوص و تأويلها و أصول الاجتهاد و النظر فى المبادىء و الاحكام
محمد سعيد رمضان البوطيو صفوة القول أننا لا نريد من هؤلاء الاخوة أن يتخلوا عن آرائهم الاجتهادية التى اقتنعوا بها. بل لا نملك أن نريد منهم ذلك, بل انهم هم أنفسهم لا يملكون ,فيما يقضى به الشرع, الا أن يتمسكوا بها و يدافعوا عن قناعاتهم الشخصية تجاهها ما داموا صادقين فى قناعاتهم العلمية بها.
و لكننا نذكرهم بأن عليهم أن لا يجعلوا من آرائهم هذه مظهرا للدين الحق الذى لا محيد عنه الا الى الكفر و الشرك و الضلال , بل عليهم - وقد علمنا أنها مسائل اجتهادية- أن يتنبهوا الى أن المسلمين يسعهم أن يأخذوا فى هذه المسائل و أمثالها بما قد يهديهم اجتهادهم , ان كانوا أهلا للاجتهاد, ضمن دائرة المنهج المرسوم لهم جميعا. ولا عليهم أن يتفقوا فى نتيجة اجتهاداتهم هذه أو يختلفوا فيها. فكلهم مقبول بفضل الله و رحمته و مأجور.
و إن العقل يقرر أن الكون يتألف من محاور ثابتة لا تتبدل و لا تتغير، و من مظاهر أو نسج متبدلة متطورة، و لا بد أن يقابل الثابت من حقائق الكون بثابت من النظم و المبادئ، و أن يقابل المتطور منه بمتطور من تلك النظم نفسها.
محمد سعيد رمضان البوطيTag: مبادئ-إسلامية-راس
فالحكم القياسي يذهب و يأتي حسب مصير علته. و الأحكام المترتبة على قاعدة الاستصلاح أو دليل الاستحسان أو مبدأ سد الذرائع أو ما يقضي به العرف، كلها عرضة للتبدل و التطور حسب تبدل مناطاتها و محاورها المرتبطة بها.
محمد سعيد رمضان البوطيTag: مبادئ-إسلامية-راس
إنهم إنما يحمدون نتائج هذه العقائد و آثارها التي تبرز في صعيد الوجدان و الشعور، دون أن يستيقنوها بحد ذاتها و يؤمنوا بها الإيمان العقلي السليم.
و إلا لساقتهم العقيدة إلى الالتزام، و لتنبهوا إلى التلازم الضروري الواضح بين العقيدة التي تستقر في النفس و آثارها التي لا بد أن تظهر في الحياة و السلوك على كل من الصعيدين الفردي و الاجتماعي.
Tag: عقيدة-سلوك
إن كل دارس للشريعة الإسلامية يدرك أن ما قد يبدو في حدودها من القسوة لا يعدو أن يكون قسوة تلويح و تهديد. فهو أسلوب تربوي وقائي أكثر من أن يكون عملاً انتقامياً أو علاجاً بعد الوقوع، و هي بهذا تنطلق من أدق الأسس التربوية السلمية للمجتمع.
محمد سعيد رمضان البوطيTag: حدود-الشريعة-الإس
إن عنصر القسوة من حيث ذاتها يمثل الركن الأساسي لمعنى العقوبة، فلو فقدت القسوة فقدت معها العقوبة بدون شك.
و لكن ما هي الدرجة التي يجب أن تقف عندها قسوة العقوبة على جريمة ما؟ إن الذي يحدد هذه الدرجة هو تصور مدى خطورة الجريمة التي استلزمتها.
Tag: قسوة-العقوبة-الج
أفيحق لكل أمة أن تسن ما تشاء من قوانين الردع و الزجر حسبما تراه من فلسفة لمعنى الكون و الإنسان و الحياة خطأً كانت الرؤية أم صواباً، ثم لا يحق لخالق الكون و الإنسان و الحياة أن يشرع سبحانه قوانين الردع و الزجر بما يتفق مع خلقه و يتسق مع نظام كونه و وظائف عباده؟؟
محمد سعيد رمضان البوطيTag: الحدود
« prima precedente
Pagina 2 di 9.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.