فكر الإنسان لا يولد إلا في تعارض مع فكر إنسان آخر . فإذا لم يكن تعارض لا يكون فكر ، بل يكون تقليد وفي أحسن الحالات شرح وتفسير
أدونيسبما أن الثقافة العربية ، بشكلها الموروث السائد ، ذات مبنى ديني ، أعني أنها ثقافة اتباعية ، لا تؤكد الاتباع وحسب ،وإنما ترفض الإبداع وتدينه ، فإن هذه الثقافة تحول ، بهذا الشكل الموروث السائد ، دون أي تقدم حقيقي . لا يمكن ، بتعبير آخر , كما يبدو لي ، أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي ، إذا لم تتهدم البنية التقليدبة السائدة للفكر العربي وتتغير كيفة النظر والفهم التي وجهت هذا الفكر ، ولاتزال توجهه
أدونيسإننا اليوم نمارس الحداثة الغربية ، على مستوى "تحسين" الحياة اليومية ووسائله _ لكننا نرفضها على مستوى "تحسين" الفكر والعقل ، ووسائل هذا التحسين ، أي أننا نأخذ المنجزات ونرفض المباديء العقلية التي أدت إلى ابتكارها . إنه التلفيق الذي ينخر الإنسان العربي من الداخل .ولئن كان علامة على انهيار الفكر الفلسفي العربي في مرحلة التوفيق بين الدين والفلسفة ، أي بين الإسلاموية واليونانوية فإنه اليوم يبدو إيذانًا بانهيار الشخصية العربية ذاتها
أدونيسمن يعيد تقييم الثقافة العربية ، اليوم ، وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرًا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة . وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكًا واتهامات وأنواعًا قاتلة من التعصب . فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي
أدونيستكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي . وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه . فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطًا بالأصول . بل نقدها والحوار معها . فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول .
أدونيسحارت حيرتي فيكِ
أدونيسقُل دائماً: لا. ربما لا تليق كلمة نعم، إلا بذلك الزائر الأخير: الموت
أدونيسكيف تُمزّق نبوّات الدجّالين – سياسيين ومنظّرين،
كيف يُصنع العالمُ بيد الحرية،
كيف تكتب القصيدة بلا كلمات،
كيف تُحرثُ الأرض بالحب، وتُحرسُ بالعدالة والكرامة:
ذلك ما نتعلّمه، الآن،
في شوارع المدن العربية وساحاتها.
لا أنحني
إلا لأحضن موطني
أنا صدر أمِّ مرضع تحنو ، وجبهةُ مؤمنِ .
شدّ على لسانهِ و صمّ
فَمَاتَ بَعْدَ بُرهةٍ أَصمّاً
« prima precedente
Pagina 2 di 11.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.