ها قد امتلأ الرق، وما انتهت الذكريات التي صيرتها الكتابة حاضرا يعاش مرتين، غير أنني أراها على نحو جديد كلما مضت السنون، وكلما استرجعتني من الماضي البعيد...وها هو عقد التذكر ينفرط مني، ويكاد خيط التدبر ينقطع.
يوسف زيدانTag: expressive meeting-something-inside
وأنت يا ابنتي معذورة في حيرتك، وفي التردد في طرح السؤال... فقد نشأت في بلاد الإجابات، الإجابات المعلبة التي اختزنت منذ مئات السنين، الإجابات الجاهزة لكل شيء، وعن كل شيء، فلا يبقى للناس إلا الإيمان بالإجابة، والكفر بالسؤال. الإجابة عندهم إيمان، والسؤال من عمل الشيطان! ثم تسود من بعد ذلك الأوهام، وتسود الأيام، وتتبدد الجرأة اللازمة والملازمة لروح السؤال.
يوسف زيدانأنا يا إلهي مسكين، منكسر، وديع.إنني محزون وأنت رحيم، وقد قال يسوع المخلص، في أول عظة ألقاها على الناس:
طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات.طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض.طوبى للحزانى، فإنهم يعزّون.
وأنا يا إلهي، لا أطمح إلى ملكوت السموات، ولا وراثة الأرض، ولا حتى العزاء.كل ما أرجوه، أن ينطفئ اللهب الساري بين ضلوعي، وأن تذهب عني الآلام التي ألقت بي في هذا الركن منبوذاً، مهاناً.
الْحَيَاة ظَالِمَة. فهي تَمْتَد بِنَا و
تُلْهِيْنَا , ثُم تُذُهِّلُنَا
عَنَّا وتَغَّيَرْنَا , حَتَّى نَصِيْر كَأَنَّنَا غَيْرِنَا.
لكل منا عزازيل يحاوره يساوره هو شماعة أخطائنا.
يوسف زيدانعزازيل، ألا تنام؟ -كيف أنام وأنت مستيقظ.
يوسف زيدانمجانا أخذتم ، فمجانا أعطوا.
يوسف زيدانلا يوجد في العالم أسمى من دفع الآلام ، عن إنسان ﻻ يستطيع التعبير عن ألمه.
يوسف زيدانالحرب يا هيبا روحٌ يسري في الناسْ ، يغمُرهُمْ ، يحتقِن فيهم ويمورْ ، فلا يهدأ حتى يفجِّرهم ، ويُنشب بينهم النزاع فيفشلون، وتذهب ريحهم وتتمزق روحهم .. الحرب .. هل كان يسوع المسيح يقصدها، حين قال إنه جاء ليُلقي في الأرضِ سيْفاً ؟
يوسف زيدانالسؤال هو الإنسان . الإنسان سؤال لا إجابة . وكلُ وجودٍ إنساني احتشدت فيه الإجابات فهو وجود ميت ! وما الأسئلة إلا روحُ الوجود .. بالسؤال بدأت المعرفة وبه عرف الإنسان هويته . فالكائنات غير الإنسانية لا تسأل ، بل تقبل كل ما في حاضرها ، وكل ما يحاصرها . الإجابةُ حاضرٌ يحاصر الكائن ، والسؤالُ جناحٌ يحلق بالإنسان إلى الأفق الأعلى من كيانه المحسوس. السؤالُ جرأةٌ على الحاضر ، وتمرّدُ المحَاصَر على المحاصِر .. فلا تحاصرك الإجابات، فتذهلك عنك، وتسلب هويتك.
يوسف زيدان« prima precedente
Pagina 6 di 57.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.