لا يكاد العرب ــ وربما المسلمون ــ يتوقفون، علي مدي القرون، عن اختراع حوامل يعلقون عليها انقسام عالمهم وتشظيه؛ وبما يعنيه ذلك من أن الأصل في العالم هو الانقسام والتباعد.
وهذا النوع من الانقسام هو أحد نتاجات رؤية للعالم استقرت وغلبت داخل التراث الإسلامي؛ وذلك مع ملاحظة أن تلك الرؤية للعالم تعد من رواسب ومخلفات عالم القبيلة الذي جاء الإسلام، في سعيه إلي بناء عالم جديد، لكي ينفيه ويرفعه، لكنه استمر حياً وفاعلاً في وعي العربي حتي الآن، علي الرغم من غياب القاعدة المادية الحاملة له في الواقع. إن ذلك يعني أن (القبلية) تستمر فاعلة في الوعي الراهن؛ ولو كرؤية محفزة للانقسام والتفكك، وذلك علي الرغم من غياب الحامل الواقعي لتلك الرؤية ( الذي هو القبيلة)

علي مبروك

Tag: islamic philosophy-of-religion



Vai alla citazione


يلزم التنويه بأنه إذا كان التطرف والاعتدال هما محض طريقتين في الاشتغال يتسع لهما خطاب تديين السياسة، فإن ذلك يعني أنهما من قبيل العارض الذي لا يؤثر في حضور المشتغلين بهما معاً تحت مظلة ذات الخطاب الواحد. وبعبارة أخري، فإن الفارق بينهما يتعلق بمحض الإجرائي السطحي، وليس بالبنيوي العميق، أو أنه من قبيل الفارق في الدرجة، وليس النوع. وتبعاً لذلك، فإنه لن يكون بمقدور أحد التبرؤ من العنف الواقع تحت مظلة هذا الخطاب، باعتبار أنه مجرد ممارسة منحرفة لأفراد غير أسوياء؛ لأن هذا العنف- في حقيقته- لا يتعلق، فحسب، بما يقصد إليه الأفراد، بل يرتبط- وهو الأهم- بضرورات منطق الخطاب

علي مبروك

Tag: philosophy-of-religion



Vai alla citazione


ولسوء الحظ, فإن العنف- في كل أشكاله الناعمة والدامية- يكاد أن يكون أحد أهم المآلات التي لابد أن ينتهي إليها الخطاب الرامي إلي تديين السياسة. ويتفرع ذلك عن حقيقة أن التفكير في السياسة أو ممارستها بالدين, يحيلها إلي جملة مطلقات سوف يجد البعض أن لا سبيل لتسكينها في الواقع- علي فرض إمكان ذلك- إلا بالإكراه والقسر.

وعلي الدوام, فإنه يبقي أن العبرة هي بالمصائر والمآلات التي تقتضيها أنظمة الخطابات, وليست بالمقاصد والنيات التي تسكن نفوس الأفراد

علي مبروك

Tag: philosophy-of-religion



Vai alla citazione


يحتاج دارس التراث إلى متابعة الممارسات الذهنية للإسلامويين وطرائق تفكيرهم، لأنها ستساعده في فهم الطريقة التي تأسست بها سلطة الخطاب المهيمن في التراث. كما أنه سيدرك أن ما يغلب على خطاب الإسلامويين من التفكير بالتمثيل والصورة بالأساس، إنما يرتبط بالطبيعة السلطوية لهذا الخطاب. ويقوم هذا الضرب من التفكير على استدعاء أحد مراكز السيادة العليا في الإسلام (كالنبي مثلاً) ليكون طرفاً في تمثيل يكون طرفه الآخر هو الشخص الذي يُراد بناء سلطته (الرئيس مرسي أو غيره مثلاً). وإذ يفعل الخطاب ذلك فإنه يجعل السلطة الرمزية لمركز السيادة الأعلى تعمل على حراسة السلطة المهددة للطرف الآخر. وبالطبع فإن هذا الضرب من التفكير بالتمثيل والصورة يرتبط بطفولة الإنسانية وقصورها العقلي؛ حيث يحيل العقل إلى إنسانية لم تعد تقبل بتماثلات الخارج (الأشباه والنظائر)، وتلح على إدراك ما يرقد تحت السطح الظاهر؛ حيث لا تمثيل، بل تفكيك

علي مبروك

Tag: philosophy-of-religion



Vai alla citazione


إذا كان تفكيك التجربة التاريخية للإسلام يتكشَّف عن أن السياسي لم يستقل بمجال اشتغال خاص عن الديني؛ وإلى حد ما لاحظ ابن خلدون من "أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة"، وبما يعنيه ذلك من أن المُلك السياسي للعرب قد راح ينبني داخل الديني ويتجذَّر في قلبه منذ لحظة التأسيس المبكرة الأولى؛ فإن أهم ما يترتب على ذلك هو ما يبدو من تصور المرء أنه يسلك بحسب ضرورات "الديني" وفروضه، فيما هو يسلك حقاً تبعاً لقواعد "السياسي" المتقنِّع بالديني والمتخفِّي في قلبه.

وهنا تكمن المعضلة التى تتعصى على الانفراج في عالم الإسلام؛ وأعني معضلة التمييز بين الديني والسياسي، والتي تتأتى ابتداء من عدم اختصاص الواحد منهما بمجال خاص يشتغل داخل حدوده، وذلك على العكس من اختصاص كل منهما بمجال يخصه في عالم المسيحية؛ الأمر الذي جعل، لا مجرد التمييز، بل الفصل بينهما ممكناً

علي مبروك

Tag: politics philosophy-of-religion



Vai alla citazione


ولقد كان ربط صلاح الحكم بالوقت هو أداة الفخر الرازي في الفرار من مأزق نسبة النقص إلي الله؛ فإنه إن قيل: لو كان( الحكم) الثاني( الناسخ), أصلح من الأول( المنسوخ), لكان الأول ناقص الصلاح, فكيف أمر الله به؟ قلنا: الأول أصلح من الثاني بالنسبة للوقت الأول, والثاني بالعكس.

إن الصلاح هنا هو المبدأ التأسيسي, وأما الحكم الذي يتحقق من خلاله هذا الصلاح, فهو الحد الإجرائي; وبحسب تقرير الرازي فإن الحكم, أو الحد الإجرائي المحقق للصلاح, قد يتحول في غير وقته إلي عائق يمتنع معه تحقيق الصلاح, فيلزم رفعه بالنسخ.

الغريب, هنا, أن تجربة الجيل الأول من المسلمين تشير إلي حقيقة أنهم- ورغم انقطاع الوحي- قد رفعوا من الأحكام, ما أدركوا فيه حائلاً يمنع تحقيق الصلاح؛ وكان ذلك استناداً إلي وعيهم العميق بالمنطق الذي يحكم علاقة كل من الوحي والعقل والواقع. ولعله يلزم الإشارة, هنا, إلي ما جري بخصوص الأحكام المتعلقة بسهم المؤلفة قلوبهم, وتوزيع الغنائم علي الجند الفاتحين, والحد المفروض علي شارب الخمر وغيرها مما أدرك فيه الصحابة أن صلاحه مرتبط بوقت تنزيله, وأن شروط صلاحه قد ارتفعت, ولم تعد قائمة. فهل يقدر حمقي هذا الزمان الحكمة من وراء ذلك فيميزون بين التأسيسي والإجرائي في القرآن؟

علي مبروك

Tag: religion philosophy-of-religion



Vai alla citazione


We in the West regard the universe as a creation of God; like an invention or a product. After he created the universe, God set himself to oversee it and manage it. We see God as our boss. He created the universe, he is present in it, he manages every part of it, but he is still separate from it. It's like he installed video cameras all over the universe, so he can see everything that happens, and he can cause this or that to happen, but he is not a part of what happens. The Eastern view is very different. To the Hindu, for example, God didn't create the universe, but God became the universe. Then he forgot that he became the universe. Why would God do this? Basically, for entertainment. You create a universe, and that in itself is very exciting. But then what? Should you sit back and watch this universe of yours having all the fun? No, you should have all the fun yourself. To accomplish this, God transformed into the whole universe. God is the Universe, and everything in it. But the universe doesn't know that because that would ruin the suspense. The universe is God's great drama, and God is the stage, the actors, and the audience all at once. The title of this epic drama is "The Great Unknown Outcome." Throw in potent elements like passion, love, hate, good, evil, free will; and who knows what will happen? No one knows, and that is what keeps the universe interesting. But everyone will have a good time. And there is never really any danger, because everyone is really God, and God is really just playing around.

Warren Sharpe

Tag: religion spirituality mysticism eastern-religion philosophy-of-religion pandeism



Vai alla citazione


…evils are not caused by God; rather, that they are a part of the nature of matter and of mankind; that the period of mortal life is the same from beginning to end, and that because things happen in cycles, what is happening now — evils that is — happened before and will happen again.

Celsus

Tag: evil-men cycles philosophy-of-religion



Vai alla citazione


فقد أدرك الرجل (يقصد نصر حامد أبو زيد رحمة الله عليه) أن القرآن قد حُوصر بشبكة من المفاهيم والتصورات التى وجَّهت عمليات فهمه وقولبتها، ووضعت لها حدوداً وآفاقاً لا تخرج عنها، واكتسبت على مدى القرون - ورغم مصدرها البشري - قداسة توازى تلك التى للقرآن ذى المصدر الإلهي. ولسوء الحظ، فإن هذا الحصار قد أضرَّ بالقرآن وبالمسلمين فى آنٍ معاً. فقد أعجز القرآن عن أن يكون مصدراً للإلهام فى عالم متغير، وأجبر المسلمين، إبتداءً من اضطرارهم للانحباس ضمن تحديدات هذه المفاهيم الراسخة، على التعيُّش عالة على غيرهم من صُنَّاع العصر والفاعلين فيه. ومن هنا ما بدا من ضرورة الانعتاق من أسر تلك التحديدات، واستعادة القرآن الحى السابق عليها، والذى كان - وللمفارقة - قرآن النبى وصحابته الأكرمين.

علي مبروك

Tag: religion philosophy-of-religion



Vai alla citazione


وبالطبع فإنه يبقى وجوب الانتباه إلى ما يؤشر عليه هذا المسعى الانعتاقى من التمييز بين "القرآن" الذى صار موضوعاً لتقليدٍ جامد تقوم عليه مؤسسة حارسة ترعاه وتحفظه، وبين القرآن المنفتح الحى السابق على رسوخ هذا التقليد، والذى تزخر المصادر القديمة بما يرسم صورة متكاملة له مما يتواتر منسوباً إلى النبى الكريم والجيل الأول من الذين تلقَّوا وحيه الخاتم. وهنا يلزم التأكيد على أن الأمر لايتعلق بأى تحول ٍ فى طبيعة القرآن ذاته، بقدر ما يتعلق بتحولٍ فى نوع العلاقة معه، وأعنى من علاقة مع القرآن كان فيها ساحة يتواصل فوقها الناس بما تسمح به مقتضيات الواقع والأفهام، إلى علاقة بات يجرى معها فرضه كسلطةً إخضاع بالأساس.

علي مبروك

Tag: religion philosophy-of-religion



Vai alla citazione


« prima precedente
Pagina 3 di 5.
prossimo ultimo »

©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab