المرأة الجبانة تعجز زوجها عن النهوض بواجباته وتحمل المخاطر واقتحام العقبات!
المرأة البخيلة تمنع رجلها من بذل العون وإكرام الضيف ودعم الضعاف!
إن خذلان الداخل يعوق الامتداد فى الخارج،
ويجعل الرجل خادما لمطالب بيته ومآرب زوجته وأولاده،
وهذا طريق لا نهاية له!
إذا لم يتعلم الولد الصدق فى البيت فأين يتعلمه؟
وإذا لم يتدرب على الوفاء والأمانة والرقة بين أحضان الآباء والأمهات فأين يتدرب؟
هل وظيفة البيت توفير العلف لسكانه وحسب؟
ألم نسمع قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة "
إن العقوبة على الانهيار الخلقى لا تنتظر يوم البعث!
لقد شاهدنا أن الأمم الذاوية الفضائل خفيفة الوزن فى الميزان العالمى، وأنها تحيا غالبا على التسول الاقتصادي ويلازمها الهوان والعجز.
الشباب القوى الذكى ثمرة طفولة نجت من الإهمال والضياع وتعهدتها امرأة واعية وأب يقظ.
للبيت أثر بعيد فى تنشئة الأولاد وإحكام سيرتهم، بل لعله الأصل الأول فى وراثة الدين واللغة، وقد قرر علماء الأخلاق أن العنصرين الحاكمين فى التربية والسلوك هما: الوراثة والبيئة، وإن اختلفوا فى أيهما أقوى وأنفذ.
محمد الغزاليإن أثر الأبوين معا يرتقب فى ذريتها ويلتمس فى الأولاد، بل فى الأحفاد.* ومن ثم فنحن نعد البيت مسئولا عن نتاجه، ونطلب من الأم والأب معا العناية التامة بحاضر الأولاد ومستقبلهم، ويستحيل بناء مجتمع سليم على بيوت خربة، إن فقدان التربية إيذان بأن الأمة لا مستقبل لها..
محمد الغزاليطلب الإسلام من الأب أن يصلى النوافل فى بيته حتى يألف أبناؤه الركوع والسجود!
كما طلب أن يتلى القرآن فى البيت ليتعطر جوه بمعانى الوحى، وفى الحديث " اجعلوا من صلاتكم فى بيوتكم ولا تتخذوها قبورا " أى أن البيت الذى لا يصلى فيه كالقبر الموحش، وقال رسول الله أيضا " مثل البيت الذى يذكر الله فيه والبيت الذى لا يذكر الله فيه مثل الحى والميت " وقال " أما صلاة الرجل فى بيته فنور، فنوروا بيوتكم..
" وجاء الأمر بتعليم الأولاد الصلاة منذ نعومة أظفارهم، وتعويدهم أنواع المكارم حتى يشبوا شرفاء صالحين.
لاحظ المربون أولو الغيرة أن الاستعمار الثقافى حريص على إنشاء، أجيال فارغة لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهى إلى غاية، يكفى أن تحركها الغرائز التى تحرك الحيران، مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التى لا تعلو بها همة ولا يتنضر بها جبين..
وأغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط...
الغارة الاستعمارية على الأمة الإسلامية كان لها هدفان قاتلان: أحدهما استبقاء المرأة جاهلة لا تدرى شيئا عن نفسها أو عن العالم، والآخر تعليقها ـ إذا تعلمت ـ بمحاقر الأمور وأنواع الزينة وأشكال المدنية الحديثة والبعد بها عن اللباب والجد والارتقاء الفردى والجماعى..
وقد استعانت على ذلك بتعليم لا تربية معه، فإذا صرخ أحد يطلب دروسا دينية أمكن إسكاته بمقرر دراسى يحفظ الأولاد فيه سورة الفيل أو سورة الإيلاف، وهكذا يملأ الفراغ!!!
وتمضى الغارة الاستعمارية فى طريقها لتقضى على الكبار بعد أن ضللت الصغار،
الجهاد وسيلة وليس غاية ويوم تسود الحريات أرجاء الحياة، وتنمو أعواد التوحيد فلا يرى من يكسرها أو يحرقها، فلا قتل ولا قتال، نعم! لا قتال حيث تستخفي الفتن وتشيع العدالة.
محمد الغزاليليس في تاريخ الثقافة الإنسانية كتاب ينشئ العقل المؤمن إنشاء، ويعرض آيات الله في الأنفس والآفاق لتكون ينابيع فكر يتعرف على الله، ويستريح الى عظمته كما وقع في هذا القرآن...
محمد الغزاليإن الإيمان أساس، والجهاد حارس، وستبقى الحراسة فريضة قائمة ما بقي في الدنيا من يهدد الأمان، ويستنكر الإيمان؟.
محمد الغزالي« first previous
Page 32 of 157.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.