كُرسي صغير
بحجمِ الوقت ..
مرآةٌ متجعدة
شهدت كُلَّ أحزاني ..
صنبورُ ماء
وعاءٌ يتسعُ لضجيجه ..
هكذا تبدو طقوسُ الحمَام
كُلمَا أغلقتُ بابهُ .. لأمارسَ البُكاء
هناكَ فقط ..
لا أحد يُبحلقُ بكَ / بدموعكَ
ويخلقُ حولكما قصصاً لا تعنيكَ ..
لا أحد ستجرحهُ حشرجةُ كلماتكَ
سوى الجدران ..
ولا أحد سينزلقُ بدموعكَ
سِــواكَ...
وَ يَا أُمِي ...
دعِيني فَوقَ صدركِ أغفُو
عَلَّ الحُزنَ ينسِينِي
ضَعينِي في عِيُونكِ كُحلاً
ضَعينِي خَاتَماً ..
أو عِطراً تَفوحُ به شَرايينِي
ضَعينِي فَوقَ كَتفيكِ شَالاً
وشِدي وثَاقِـي ...
بيَنَ ضُلوعكِ عَنهُم
يَا أماهُ خَبئينِي ...
خُذي كُلّي ... أيَا أُماهُ
خُذيني فَليسَ سِواكِ يَعنينِي
وَ ليسَ سِواكِ مِن أحَدٍ
تَفجرَّ بَينَ قَصَائدي عِطراً
تَسربَ فِي دَمِي
عِشقَاً يُطَهرنِي
مِنْ الآلامِ يَحميِني
أيَـــا أمـــاهُ ...
أنَّا بِعَواطِفي مُتعَب ..
بِطُفولتِي مُتعَب ...
بَهذا الوجعِ مَغروزٌ
بخَاصِرتِي كَـ سِكينِ ...
فَـ ضُمينِي ...
وَ بَينَ الجفنِ والجفنِ
يَا أُماهُ آويني
أبيعُ جَميعَ مَا في الكَونِ
مِنْ ألقٍ ..
وَمِنْ سحرٍ
ونسرينِ ..
وأرضَى أنْ يكُونَ حُضنكِ
سَمائي ... أرضِي
وسَادةَ قَلبي المُتعَب
فَـ ضُمينِي ..
أنَـا أحتاجُ يا أُمي
أنْ أبكِي
أنْ تَتَعثرَ الكلماتُ
في صَدري
فَـ تَحويِهَــا وتحَويني
أنَـا أحتَاجُ أنْ أذْرِفَها - دُموعي -
بِلا خجلٍ يُواريني ...
فَيمحو مُرها حضنٌ
و دعواتٌ تُغطينِي
أنـَا أحتاجُ يا أُمي
أنْ أغَدو صَغيراً
بَينَ كَفيكِ
لأعوامٍ وأعوامٍ
فَـ آوينِي ...
نحنُ مشغولون جداً بالتفكيرِ في جروحنَا وكدماتِ قُلوبنا
و الآمنَا التي لا تكادُ تنتهي أبداً ..
مشغولون َ بهَا إلى الحدّ الذي نسينَا معهُ كيفَ نُسَامح ...
لكن ...
لو كان لدينَا الوقتُ لنلمحَ حياةَ شخصٍ آخر
لكنَّا سَامحنا حتَى عن أشياءٍ كنَّا نظن أننا لن نستطيعَ المُسامحةَ عنهَا أبداً ..
أحتاجُ لسحابةٍ بيضـاء
أزرعُ داخلها ذاكرتي
وأيامي وحتى أحلامي
يغفو على صدري نقاؤها
فَـ أطمئـنُ أنَّ ..
" الدُّنيَا لازالت بِخَير "
كما تُخبرني أمي ..
أحتاجُها سحابةً كالثلجِ
تتساقطُ قطعاً من نور
على أحزانِ العُمر
فَتُضيء ..
وَ أضُـيء ...
لِــــ ينهمرَ الصُبــح ..
نَحنُ بالحُزنِ نكُون ...
وبدونِ الحُزن أبداً لا نكون
فَرحٌ ينبتُ في الأحشَاء
مِثلَ الْوردِ تَفَتحْ
فَـأنْصت يَا قَلبِي وَأفرحْ ...
هذهُ المدينةُ لَم تعد تعرفني
هذهُ الشوارعُ التي شَاركتُها أوجاعهَا سِراً
وبكيتُ كثيراً عنها ..
لَم تعد تعرفُ صوتَ خطواتي
لَم تعد تركضُ نحوي ... تستقبلني بِفرح
وهذهُ العصافيرُ ..
لَم تعُد تنامُ في حضني مساءً
لقد تغيرَّ كُلُّ شيء
أو ربما أنا من تغيرت
حتَى الأشيَاء الصَغيرة والبَسِيطة
حِينَ نَفعلُهَا بِحُب .. فَقَط بِحُب
تَبدو فِي غَايةِ الجَمالِ والدفء
افعَلوا كُلَّ شَيء بِحُب ..
مَهمَا كَانَ بَسِيطَـاً
وَ سَتُذهِلكمُ النَتَـــــائج ...
يحدثُ أحياناً ...
أن أشتاقَ للبُكَاء
مَنْ الفَــرح
يحدثُ دائماً ...
أنْ يجرفني الحَنين
للصراخِ كَالأطفَال
للعبِ كَالصِغار
للزمنِ الذي ليس يعود
ألا ليته ألف ليتٍ يعود ...
وطَنِّي العزيز :
لا أعرف لماذا تُصابُ لُغتي بالجفافِ كُلمّا أردتُ أن أكتبَ لكَ / عنّكَ
أحاولُ منذُ أن أسدلَ الحُزن جفنيهَ عليكَ لأولَ مرةٍ أن أكتبَ .. لكنّي أفشل !!
لستُ حزينةً لأنكَ التهمتَ هذا العامَ حصتي من الفرحِ كاملةً
لكنّي حزينة لأنكَ بالرغمِ من ذلكَ لا زلتَ تبكي كُلَّ مسَاء .. خلسةً منّي !!
أعتذرُ لأنهُ لم يَعد بإمكاني شراءَ المزيدِ من الألوانِ لكَ .. فقد نفذت كُلُّ أقلامي ..
أعتذرُ أيضاً لأنني لم أعُد أستطيع أن أبكي عنّك خلفَ شجرةِ اللوزِ التي نُحبها معاً ..
فقد قطعُوها وصنعوا من جذوعها نعشاً كبيراً لأحلامنَا معاً !!
وطَنّي المُتعب .....
لا أُحاولُ أن أكونَ متشائمةً وأعماقي ليست سوداء .. لكنَّ هذا الظلام خلفَ نافذتي لا ينتهي أبداً !!
حسناً .. سأتوقفُ الآن فَـسُعالُ هذه الأرضية مزعجٌ حقاً .. وصوتُ الريحِ لا يتوقفُ عن قرعِ بابي وأشيائي ..
يبدو أن نصي لكَ لَن يكتملَ أبداً ... تماماً كالنصفِ المثقوبِ المواربِ من وجهكَ الحزين ...
« first previous
Page 6 of 15.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.